Monday, July 16, 2012

''شيماء عادل''.. من معتقلات ''البشير'' إلى طائرة ''مرسي''


لم تكن تدرك طالبة كلية الآداب بجامعة عين شمس أن يكتب لها القدر أن تستقل طائرة الرئيس محمد مرسي أول رئيس منتخب لجمهورية مصر العربية والذى وصل إلى سدة الحكم بعد ثورة 25 يناير المجيدة.. لم تتوقع أن تُلقى فى معتقلات البشير وسط احتجاجات ضد حكومته ومطالبتها بالرحيل.
إنها الصحفية المصرية الشابة ''شيماء عادل'' التي لم تتوقع أن يسطُع اسمها الصحفى بين أوراق صاحبة الجلالة ليس فقط كصحفية ارتبط إسمها بتغطية الأحداث الساخنة فى ليبيا وسوريا وحتى السودان، لكن أيضاً بكونها حدث فى ذاته ارتبط بحرية الصحفيين فى مهنة البحث عن المتاعب.
وجاءت اللحظة التي أعلنت خلالها رئاسة الجمهورية عن إطلاق سراح الصحفية الشابة وعودتها إلى أرض الوطن على طائرة الرئاسة برفقة الرئيس محمد مرسي بعد اعتقالها فى دولة السودان لمدة ما يرقب من أسبوع خلال تغطيتها لاحتجاجات مناهضة لنظام الرئيس البشير.
شيماء عادل ..الموهبة الصحفية المتحمسة، التى بدأت بقلمها فى جريدة ''المصرى اليوم'' فى عام 2005، شغف قلمها دفعها إلى تغطية الأحداث الساخنة من احتجاجات العمال والمعتصمين، وتغطية أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير، لتكون بمثابة فرصة جديدة لإنطلاق موهبة شيماء، لتعبر بقلمها عن أحلام ''الورد اللى فتح فى جناين مصر'' ، لكى تتحمل مع زملائها من الصحفيين الغازات المسيلة للدموع ، لكى تكدح على خدمة القارئ بقلمها، شيماء اطلقت خارجاً إلى قلب الأحداث فى ليبيا ، لتنقل لحظة بلحظة ما يقوم به الثوار وما يفعله الذافى من مجازر على أرض الشقيقة الليبية.
يبدو أن شيماء عادل مكتوب عليها أن تكشف عن الوجه القبيح لأنظمة الربيع العربى، وأن تهرول بقلمها خلف رياح تلك الثورات فى البلدان العربية، لترصد عن سلطوية الأنظمة العربية الديكتاتورية، بدأ من مصر مروراً بثورة ليبيا وسوريا، ونقل مجازر القذافى وبشار تجاه شعبيهما، حتى تنتبه الصحفية داخلها إلى انتفاضة السودان، حتى تنتفض هى الأخرى وتولى قبلتها إلى دولة الجنوب، التى ترى ما رأته دول الربيع العربى من اعتداءات أمنية وإضطهاد للنشطاء، لتكون السودان محطتها الأخيرة لتسقط فى براثن معتقلات البشير.
لم يتوقف زملاؤها عن مساندتها بالوقفات الاحتجاجية سواء أمام السفارة السودانية أو أمام منزلهم ''نقابة الصحفيين''، حاملين لافتات ''الحرية لشيماء عادل''، وذلك أقصى ما فى قدرتهم.
ولم يكن بيد والدتها حيلة لإيصال تألمها عن بعد فلذة كبدها سوى الإضراب عن الطعام، حتى سقطت الأم المكلومة فى غرفة العناية المركزة، فى محاولة للضغط على المسئولين السودانيين للإسراع بالإفراج عنها، لتظل  ''شيماء'' رمزاً لكفاح الصحفيين والصحفيات فى مهنة البحث عن المتاعب.

contact me

Ahmed Shawky Elgamal

Blogger

to communicate directly with the owner..

No comments:

Post a Comment

ad

Popular Posts

Contact

Name

Email *

Message *

followers