على خلاف موقف حزب الوفد من مطالبته بوضع الدستور قبل إجراء الانتخابات البرلمانية، طالب الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب، بإجراء الانتخابات البرلمانية أولاً استناداً إلى الاستفتاء الشعبي الذي قضى بانتخاب البرلمان ثم تشكيل لجنة لوضع الدستور ثم انتخاب رئيس الجمهورية، متابعاً: ''هذه إرادة الشعب ولا ينبغي القفز عليها'' .
وكان المتحدث الرسمي باسم الوفد ومساعد رئيس الحزب، محمد مصطفى شردي، أكد في تصريحاتٍ سابقة لمصراوي على تمسك حزبه بوضع الدستور قبل الانتخابات، مشيراً إلى أن الإعلان الدستوري الصادر عن المجلس العسكري ألغى الاستفتاء الدستوري، وأن ''الدستور أولاً'' هو المسار الصحيح للثورة.
وأكد مصطفى الطويل، الرئيس الشرفي لحزب الوفد، في تصريحات صحفية الأحد، على تأييد حزبه لشعار ''الدستور أولاً''، مضيفاً: ''اتفاقنا مع الإخوان وجلسات التفاوض معهم لا تعنى أننا أخذنا موقفهم من إجراء الانتخابات أولاً، لكن موقفنا الأساسي وضع الدستور قبل الانتخابات''.
على جانب آخر، قال السيد البدوي، أثناء لقائه مع السفير الفرنسي بالقاهرة، چان فليكس باجانون، في مقر حزب الوفد مساء الأحد، إن التحالف الديمقراطي الذي يضم 18 حزباً، وتم تشكيله بناء على دعوة من الوفد والإخوان، يهدف لعدم انفراد قوى معينة بالبرلمان القادم، حتى يأتي الدستور محل توافق شعبي. كما يسعى التحالف لتشكيل حكومة وحدة وطنية حتى لا ينقسم الشعب المصري.
وأضاف رئيس الوفد أن التحالف نجح في وضع وثيقة المبادئ الحاكمة للدستور الجديد، مشيراً إلى أنها نفس مبادئ حزب الوفد، وعلى رأسها الحرية السياسية القائمة على التعددية الحزبية والفكرية واحترام حقوق الانسان، والحريات العامة والحرية الاقتصادية المقترنة بالعدالة الاجتماعية وتقريب الفوارق بين الطبقات.
وأردف البدوي: ''كذلك نؤمن بأن مبادئ الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، ونؤمن بالقيم الروحية التي أرستها الأديان السماوية، ونؤمن بحق الأقباط أن يحاكموا في أحوالهم الشخصية وفقاً لشريعتهم؛ كما نتمسك بالوحدة الوطنية والمواطنة''.
وحول طبيعة الانتخابات البرلمانية القادمة؛ قال البدوي أن الوفد يطالب بأن تُجرى الانتخابات بالقائمة النسبية؛ لأنها تسمح بتمثيل 100 % من أصوات الناخبين كما تسمح بتمثيل الأقباط والمرأة وأصحاب الفكر الذين لا يجيدون لعبة الانتخابات، وتابع: ''انتخابات القائمة تمنع فلول الحزب الوطني وأصحاب المال من العودة للبرلمان''، مضيفاً أن الانتخابات الفردية يصاحبها تعصب عائلي.
وأكد البدوي على أن الوفد يرى أن يكون النظام الحكم في مصر جمهوري برلماني، مشيراً إلى أن الوفد سيناقش ذلك مع أحزاب التحالف الديمقراطي. كما ثمّن وثيقة الأزهر الشريف مشيراً إلى أنها تدعم الدولة المدنية وتؤكد على أن الإسلام لا يعرف ما يسمى بـ''الدولة الدينية''.
حضر زيارة الوفد الفرنسي إلى مقر حزب الوفد، كلٌ من الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب، والدكتور محمد كامل والدكتور على السلمى، نائبا رئيس الحزب، والسفير وحيد فوزى، وزير الخارجية في حكومة الوفد الموازية. وعلى الجانب المقابل حضر من الجانب الفرنسي جان باجانون سفير فرنسا بالقاهرة، وأحلام غربى، سكرتير أول السفارة الفرنسية بالقاهرة، والمستشار دينيس بوشارد.
